لم تكن اسرائيل في حاجة الى 47 يوما من القتل والتدمير لكي تصل الى اتفاقية تبادل أسراها بالسجناء الفلسطينيين، فهذا العرض كان مطروحا عليها منذ البداية، ولكنهم رفضوا وعاندوا بعدما وعدوا جمهورهم الهائج والمتعطش للدم بأنهم سيسترجعونهم بقوة السلاح والقصف، ولكنهم في الأخير وجدوا أنفسهم يناطحون الصخر، وتتوحّل أقدامهم في متاهات غزة، ومن ثم لم يجدوا بدا من التفاوض على هذا العرض عبر الوسيط القطري المتمرس، للقبول بالهدنة المؤقتة.
كثرة قتلاهم في الميدان، وبالمناسبة هم لا يعلنون الا عن العدد القليل منهم، وتفكك الجبهة الداخلية، واشتداد ضغط الرأي العام الدولي فرض عليهم، مع حليفهم الامريكي، التدحرج وابتلاع السكين بدمه لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وابتلاع غصتهم وقبول ما كان معروضا عليهم منذ البداية.